أخبار لبنان

النهاية السعيدة ليست بالزواج والأمير لن ينقذ “سنووايت”.. 5 أسباب لتتوقف عن سرد القصص الخيالية لأطفالك

المصدر هاف بوست عربي

إنَّها قصصُ ما قبل النوم التي كنا نحكيها لقرونٍ عديدة، ومصدر الإلهام وراء أفلام السينما الناجحة التي لقنتنا طفولتنا. لكنَّها في نفس الوقت مليئة بالصور النمطية الضارة التي عفى عليها الزمن.

فالقصص مثل “سندريلا” و”الجميلة والوحش” مترسخة في الثقافة الشعبية بدرجةٍ كبيرة تجعل من السهل جداً غض الطرف عن الأفكار المؤذية التي تطرحها من خلال الشخصيات المعادية للنساء، أو السيناريوهات المهينة لهن، أو غياب التنوع العرقي.

ويحث دونالد هاسي مؤلف كتاب “Fairytales and Feminism” الآباء على قراءة هذه القصص بعقليةٍ متشككة؛ لمواجهة مثل هذه الصور النمطية المتحجرة بدلاً من تأييدها.

وصرَّح دونالد الأستاذ في جامعة وين ستيت الأميركية لصحيفة ذي إندبيندنت البريطانية بأنَّ الآباء “يمكنهم قراءة أو سرد الحكايات والقصص الكلاسيكية بطرقٍ تُشكِّك عمداً في القصص وتهدم الصور النمطية”، بحسب The Independent البريطانية.

إذاً، ما هي تلك الصور النمطية التي يجب ألا يشجع الآباء أطفالهم عليها؟

المرأة هي فتاة سلبية لا يمكنها إنقاذ نفسها ويتدخل الرجال لنجدتها

ما هو القاسم المُشترك بين سنو وايت، والأميرة النائمة، وسندريلا؟

بغض النظر عن البشرة الخزفية، والشعر البرَّاق بطريقةٍ غير منطقية، فكلهن أنقذهن من حياة البؤس أو النوم الأبدي الأمير الخارق ذو الشخصية الساحرة.

عادةً، تمثل شخصية الأمير تلك صورةً كارتونية مُبجَّلة للذكورية البائدة، المدفوعة فقط بأنانية السعي الملحمي للعثور على “الحب الحقيقي”.

وبطبيعة الحال، فهذا الأمر مُهينٌ للرجال تماماً كالنساء.

وتُوضِّح فيكتوريا شوونمي المُحاضرة في دراسات النوع الاجتماعي في كلية لندن الجامعية بإنجلترا قائلةً: “يضع هذا الأمر المزيد من الضغوط غير المهمة على كلا الجنسين، وبالأخص النساء لاعتقادهن أنَّ عليهن اتباع الدور التقليدي الغربي للمرأة”.

الزواج هو المكافأة النهائية
في ثقافةٍ تميل إلى تأجيل الزواج أكثر من أي وقتٍ مضى، ويختار الكثيرون ألا يتزوجوا على الإطلاق، تبدو مسألة ضرورة “الزواج والعيش بسعادةٍ لا نهائية” قصةً من القرون الوسطى.

ولسوء الحظ، تُعد تلك الفكرة واحدةً من الأنماط الخالدة التي يُركَّز عليها في القصص الخيالية والنسخ الأخيرة من أفلامها، مثل قصص حورية البحر وسندريلا والأميرة النائمة. فكل تلك القصص تتوَّج نهايتها بحفل زفافٍ كبير. وفكرة الزواج الأبدي الرومانسي هي الفكرة الأساسية في القصص الخيالية الحديثة كذلك، مثل قصص شريك وستاردست.

لا يقتصر الأمر فقط على تصوير الزواج على أنَّه الهدف الأوحد للشخصيات ذكوراً وإناثاً، والذي يجعلها بالتالي تظهر بشكلٍ مبتذل، لكنَّها تُقلل تماماً من قيمة النجاح المهني والمالي والاجتماعي، وكلها أمورٌ نادراً ما تُجسَّد في تلك القصص.

وتجادل شوونمي بأنَّ النتيجة الحتمية لهذا هي اعتبار أنَّ الشخص الأعزب هو “شخص فاشل لا مكان له في المجتمع”.

وتقول: “يُنظر إلى الحُب على أنَّه مفهومٌ يحدث حين تجد شخصاً ما تتزوجه ولا يُنظر إليه باعتباره مفهوماً فلسفياً متطوراً”.

الافتقار إلى التنوع العرقي
إنَّها حقيقةٌ مُعترفٌ بها في كل الأحوال بأنَّ أميرات ديزني جميلات، ممشوقات القوام، وبيضاوات في كثيرٍ من الأحيان.

وفي حين توجد بعض الاستثناءات مثل مولان وبوكاهانتس والأميرة ياسمين، فعلى نحوٍ تقليدي الإنسان الأبيض هو السائد والبارز.

والأمر الآخر الذي يُشكِّل مشكلةً كذلك هو مقاييس الجسد غير الواقعية التي تشكَّلت من خلال الأميرتين بيل وآريل، والتي تتبعها شخصيات عالم القصص الخيالية الكرتونية جميعها.

وبالنسبة إلى الطفل الذي يُصادف تلك الحكايات للمرة الأولى، يُمكن أن تكون مقاييس الجمال التقييدية تلك مؤذيةً على نحوٍ هائل، وترسم له فكرة أنَّ الجمال والسعادة مصاحبان للرشاقة.

وفي المرات النادرة التي ظهرت فيها الشخصيات السمينة في واحدةٍ من قصص ديزني المميزة الكلاسيكية، كانت إما تجسيداً لشخصية الشرير أو شخصية الأم العطوف، مثل شخصية أورسولا في قصة حورية البحر وبوتس في الجميلة والوحش.

أن تكون النساء إمَّا خادمات وربات بيوت أو أخوات وساحرات وزوجات آباء شريرات

من السمات الشائعة الأخرى والمُحبِطة في قصص سنو وايت وبيل وسندريلا هي ولعهن بالحياة المنزلية.

فالطريقة الوحيدة التي تُمكن بيل من إنقاذ والدها من فخ الوحش هي أن تصبح خادمته المنزلية، ولابد لسندريلا أن تقضي حياتها في تنظيف الأرضيات، بينما يتوَّجب على سنو وايت الفقيرة خدمة الأقزام السبعة.

ولكن لا يمكن القول بأنَّ كل بطلات القصص الخيالية كن وديعات وحالمات ومقيمات بالبيوت فقط. فمن خلال ضغطة زر واحدة في مستطيل البحث في جوجل عن “أشرار القصص الخيالية”، تظهر مجموعةٌ كبيرة من الشخصيات النسائية السادية الشريرة، مثل زوجة الأب والأخوات الشريرات القبيحات في قصة سندريلا، وأورسولا، وساحرة الغرب الشريرة.

تنتقم تلك النساء من بعضهن البعض وينفين كل مفاهيم الأخوة. ويمثلن ما وصفته روث بي بوتيغيمر الباحثة المُطَّلعة في الأدب في كتابها “Grimms’ Bad Girls and Bold Boys” قائلةً: “دافع داخلي واضح لإدانة الإناث”.

وتوضح شوونمي الأمر قائلةً إنَّ هذه الرسوم الكاريكاتورية الساخرة تقدم صورة المرأة بـ”النمط ذاته” مراراً وتكراراً، الأمر الذي يمكن أن يكبح بشدةٍ ميل الأطفال إلى تكوين علاقاتٍ مُستقرة وداعمة.

وفي حين يمكن أنَّ تلعب القصص الخيالية دوراً رائعاً في تحفيز القدرة التخيلية لدى الأطفال، يجب أن يكون الآباء يقظين في طريقة مشاركتهم هذه القصص لتجنُّب تلك الأفكار التي عفا عليها الزمن لكنَّهم مستمرون في ترسيخها.

كما أن سندريلا قصة الفتاة الجميلة المضطهدة من قِبل زوجة الأب وبناتها، وبعد فترة يتغيّر مصيرها لتصبح أميرة، يتم تناول القصة المشهورة، التي صُوّرت في العديد من الأفلام والأعمال الفنية بصورة بريئة، وإنما القصة الأصلية، التي ربما تكون غير مناسبة للأطفال.

وقصة سندريلا تُراث شعبي متناقل عبر الشعوب والثقافات المُختلفة، وبالطبع لم تكن البطلة في كل نسخة تُدعى سندريلا، ففي الثقافة الصينية مثلاً كانت تُدعى Ye Xian، والثقافة الروسية Zolushka، والألبانية Hirushja، وzolushka في الروسية، وغيرها، وجميعها لا تُنطق “سندريلا”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى