“توقيف” أصالة نصري.. إجراء يمزج السياسة بالفن
سحْب جواز سفر المطربة السورية أصالة نصري بمطار بيروت الدولي الأربعاء الماضي أثار ردود فعل غاضبة وأخرى مرحبة داخل وخارج لبنان.
وتعرف نصري بمعارضتها لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. وأثار سحب جواز سفرها غضب المعارضين للنظام واعتبروا الخطوة سياسية بامتياز.
لكن صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لمؤيدي لنظام حفلت بالتشفي من المطربة نصري ورحبت بسحب جواز سفرها.
وكانت مصادر أمنية في مطار بيروت أكدت أن الأمن العام اللبناني أوقف ظهر الأربعاء المطربة نصري لفترة وجيزة لدى وصولها قادمة من العاصمة المصرية القاهرة، استنادا إلى مذكرة توقيف بحقها صادرة عن جهاز الشرطة الدولية (الإنتربول).
وفي تصريح صحفي، أوضح بيار الضاهر مدير قناة أل بي سي التي تنظم برنامج “ستار أكاديمي” المستضيف للمطربة نصري أنه تم حل الإشكال بمساعدة وزير العدل أشرف ريفي ووزير الداخلية نهاد المشنوق.
شندب: المذكرة لاغية لكونها صادرة عن نظام غير شرعي (الجزيرة نت)
شكوى سياسية
وأكد أن “مذكرة الإنتربول هي شكوى كان قد رفعها النظام السوري ضدها إثر خلافات سياسية.
ونفت مصادر عليمة للجزيرة نت توقيف أو حجز المطربة نصري عند سحب جواز سفرها خلافا لما راج من معلومات بأنها أوقفت ووضعت قيد الإقامة الجبرية.
وأوضحت المصادر أن كل ما جرى بحق المطربة يستند لمذكرة توقيف وصلت جهاز الأمن العام اللبناني كانت مرفوعة من النظام السوري للقسم العربي في الشرطة الدولية “الإنتربول” الذي يقع مقره في دمشق.
وأكدت هذه المصادر سحب جواز سفر المطربة أصالة نصري دون اتخاذ أي إجراء آخر.
وعلمت الجزيرة نت أنه جرى إرجاع جواز سفر المطربة، لكن مع طلب مراجعة النيابة العامة التمييزية الاثنين المقبل، دون وضوح مضمون مذكرة التوقيف ولا التهم الموجهة.
وقال أستاذ القانون الدولي طارق شندب للجزيرة نت إن مذكرة التوقيف بحق نصري تعد لاغية قانونا بوصفها صادرة عن نظام رفعت عنه الشرعية الدولية ولم يعد عضوا في جامعة الدول العربية.
وزير العدل أشرف ريفي حال دون اتخاذ أي إجراء بحق المطربة نصري (الجزيرة نت)
تدخل سريع
ولفت إلى أن أساس المذكرة “سياسي بامتياز نظرا لموقف المطربة أصالة المعارض لسياسة النظام السوري، وهو ما دفع بوزير العدل أشرف ريفي للتدخل السريع ومنع اتخاذ أي إجراءات لاحقة”.
وقال شندب إن جهاز الشرطة الدولية كان عليه الأخذ بعين الاعتبار الوضعية القانونية للنظام قبل الاستمرار في الاستجابة لمذكرات الاعتقال والتوقيف التي يصدرها بحق المعارضين.
وعلمت الجزيرة نت أن المطربة السورية المقيمة في القاهرة ما زالت في بيروت وستشارك بصورة طبيعية بالبرنامج الفني الذي قدمت إليه حتى انتهاء الحلقات المخصصة لوجودها.
وكانت منظمات حقوقية محلية ودولية بينها هيومان رايتس ووتش انتقدت في وقت سابق حالات اعتقال وتسليم قامت بها السلطات اللبنانية بحق معارضين ومواطنين سوريين جرى تسفيرهم وتسليمهم للسلطات في دمشق.
وأحدث تسليم الأمن العام اللبناني لشخصيات ومواطنين من المعارضة آنذاك ضجة سياسية في البلاد دفعت لإصدار قرار حكومي بوقف هذه الإجراءات، لكن حقوقيين أكدوا أنها ما زالت مستمرة.
ويؤكد الأمن العام اللبناني أن عمليات التسليم التي تمت لم تكن تعسفية أو عشوائية، بل استندت لمذكرات توقيف قضائية ووفقا لاتفاقيات وقعتها بيروت مع دمشق منذ سنوات.