غاندي بو ذياب: لا قيمة للإنسان ولوجوده دون العودة الى تاريخه وتراثه
بحضور سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز ممثلاً بالشيخ وسام سليقا وحضور معالي وليد بك جنبلاط وسعادة النائب تيمور بك جنبلاط ممثلين بالدكتورة حبوبة عون وسعادة سفير تونس السيد بواري الإمام ورئيس الأركان اللواء أمين العرم ومدير المخابرات العميد أنطوان قهوجي ممثلاً بالعميد أنطوان الفتى وهيئات سياسية وديبلوماسية وقضائية وأمنية وكوكبة من أهل الفكر والثقافة والإعلام، أقامت جمعية كهف الفنون في قصر الاونسكو – بيروت معرضاً فنياً للوحات ومنحوتات الفنان غاندي بو ذياب وندوة ثقافية تحت عنوان ( ما وراء اللون والحرف في أعماله ) تحدث فيها وترأسها رئيس مجلس أمناء كهف الفنون المهندس الدكتور شادي مسعد، وشارك فيها الناقد والناشر سليمان بختي، الدكتورة كلوديا شمعون ابي نادر، الأديب والشاعر نعيم تلحوق الذين اجمعوا على ان الفن عند بو ذياب ممزوج بالصبر والإرادة الصلبة والابداع
البداية كانت بالنشيد الوطني اللبناني وعرض وثائقي حول إنجازات كهف الفنون على مدى ثلاثون عاماً
وفي كلمة افتتاحية الحفل الذي قدمته الدكتور نسرين الحرفوش أكدت على ان الفنان غاندي بو ذياب يكسر العتمة بحرائق الأفكار، ويتسلق حائط الليل ليعبر الى النهار ، كأنّه وهو في نومه ما يكفيه لإيقاظ العالم. وكأن التاريخ عنده مفتوح دائماً على مروحة واسعة من المجد.
وأشارت نائبة رئيس مجلس الأمناء ندى فرحات في كلمتها ان بو ذياب عصامي عاشق لابداعه، متشبّث ببيئته، مقدّس لعادات وتقاليد أبائه وأجداده ًحيث وضع لجمعية كهف الفنون أهدافا
ثقافية تتمحور حول قيم وطنية وإنسانية محضة، كحيوية التفاعل بين سائر المثقفين والمبدعين في لبنان,
وقال مسعد ان المعروف عن غاندي بو ذياب أن لديه شغف في اعادة إحياء كل ما هو مهمل ومتروك ومرمي، متسائلاً ما سرّ هذه العلاقة الحميمية بينه وبين هذه المواد التي يعتبرها كثيرون أنها تصلح للقمامة؟
غاندي يعمل على محاولة تخضير اليباس وانتشال العتمة إلى النور وتنطيق الوتر وتلميع الحجر والقبض بريشته على المشهد الرائع قبل تغيّره، وهذا ما يساهم في إحياء الاشياء وانتعاش المجتمع من خلال إنسانية الفنان المرهف المجبولة بالحنين والذكريات.
وفي مداخلة الناقد سليمان بختي قال تمنيت وأنا في سبيلي الى هذه الكلمة لو ان العالم يسكن في وحدة الحرف واللون بلا امام ولا وراء ولا زمان ولا مكان. بل صيرورة لا تنتهي. سنظل نؤمن ان الفن سينتصر على الموت وان الجمال سيخلص العالم. اعرف أناسا يعيشون في الحلم أو يسهرون على ضوء هذا الحلمأو يسعون بلا هوادة لتحقيق الحلم. غاندي بو ذياب هو الثلاثة معاً، وقال ايضاً أنه ورد في رسائل اخوان الصفاء ان مع كل ورقة وثمرة وحبة تخرجها الأرض من النبات ملكا
موكلا يربيها وينشئها ويحفظها.. وأنت يا غاندي في كهف الفنون ملك موكل على ثمار الأرض والجسد والروح والفنون التي تبدعها. ومملكتك التي هي ما وراء الحرف واللون ستبقى منارة في ليل هذا العالم. وستبقى تنتظرك لتضيئها مع العصافير فجر كل صباح.
وان كان فكرك تلمحا بعين الشمس /المهم انت تشوف/و ما يشوفك حدا.
ولفتت رئيسة مجلس الفكر الدكتورة كلوديا شمعون أبي نادر في كلمتها ان مفهوم الجمال عند غاندي بو ذياب ليس له علاقة بالمعايير السائدة منذ مئات السنين وفي جعبته مخزون إبداعي يتكاثر بنمط إعجازي، فريشة الفنان هذا تسابق الفنان نوحيّاً وما بين الفُرْشات والأصابع ولادات متكررة لمجرات لونية
فلوحاته التشكيلية تضاهي كبار الإنطباعيين الفرنسيين والعالميين، فا غاندي بو ذياب ليس ككل البشر لأنه يتنفس الحياة ابتكاراً ويستفز لا مبالاتنا كي يقذفنا نحو فضاءات الترقب والاندهاش
وافتتح الشاعر نعيم تلحوق ش وقال، يقيني أن الفنّ ثلاثةٌ، عطاء، احترام، ومحبّة، وهذه الثلاثة هي ضمناً وظيفة الكاتب في أيّ مكان حلّ، وأيَّ صورة ارتقى إنّها الطبيعة التي هندسها غاندي وفق حركته، وأعطاها بُعداً ذاتياً تجلّى في جُبّة الشيخ القروي، وعمامته البيضاء، أضاف عليها من صدى «لكنته»، وجع الرّوح، قبل أن يذيب مجد الحديد فيستخرجه من ركونه، ويعيد تشكيله بالنار وفق رؤاه.. مزج التراب والصخر والهواء والنار في قالب الشعر وأودعه فضاء الأغنيات، فصار بمقدور الواحد منّا أن يدخل إلى كهف الجنّة، ليعشق مثواه… وكأنّنا بغاندي يدلّنا على الساكن فينا، لنسكن الحياة… لقد أعادنا إلى رسمة الطبيعة بما هي عليه منذ نشأة الخلق… كما وجّه بو ذياب شكراً خاصاً لكل الخطباء والحاضرين مشدداً على ان الفن هو لغة
تخاطب الشعوب عبر أثير الفكر والنظر والحواس وهو قاطن في عمق تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا كما هو ملجأنا الوحيد من هموم الحياة نحو شاطئ بر الأمان
وقال ان لا قيمة للإنسان ولوجوده دون العودة الى تاريخه وتراثه المرتبط أصلاً بذاكرته وحبه وحنينه الى وطنه وأجداده
كما شكر بو ذياب في كلمته الأستاذ وليد بك جنبلاط الذي خصّه بجدارية المختارة كعربون محبة وتقدير بناءً على دعمه المادي بهدف توسعة كهف الفنون
وقال ان الشكر موصول رئيس وأعضاء مجلس أمناء كهف الفنون الذين ساهموا في تأسيس كهف الفنون منذ انطلاقته والى الشيخ وليد فرحات وعقيلته ندى فرحات الذين تبنوا كهف الفنون وتكاليف الاحتفال لإنجاحه
وفي اليوم التالي وبعد الافتتاح قام سماحة شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى على رأس وفد بزيارة معرض الفنان غاندي بو ذياب في الاونسكو وجال على كافة أعماله الزيتية مثنياً على إبداع بو ذياب في شتى المحالات وأهميته في توثيق المشهد القروي اللبناني والمجتمع الدرزي بشكل خاص كما خصّ بو ذياب سماحته بلوحة زيتية بعنوان ” شرود وصلا ” عربون شكر لتوجيهاته ودعمه المعنوي لمسيرته الثقافية