مهنة المستقبل.. بين رغبة الأبناء وتعصُّب الآباء
المصدر سيدتي نت
معروف أنَّ مرحلة المراهقة تشهد سلسلة من التغيُّرات الفيزيولوجيَّة السريعة، فهي الفترة الأكثر صعوبة بالنسبة للمراهق، حيث يبدأ فيها بالنظر إلى مستقبله ومركزه الاقتصادي والاجتماعي، وتتملكه رغبة شديدة بالاستقلال واحتلال مركز بين الكبار، فيفكر في إعداد نفسه حتى يحقِّق هذا الاستقلال، وهنا يشعر بالحاجة إلى التوجيه وإلى مهنة معيَّنة يقوم عليها مستقبل حياته، فمن أين يبدأ التوجيه المهني للمراهق؟ وما دور الأهل في توجيه ابنهم المراهق مهنياً؟
«سيدتي» تواصلت مع الأستاذ عبد الرحمن القراش، عضو برنامج الأمان الوطني ليجيب عن الأسئلة التالية:
بداية أوضح القراش أنَّ الطفل ومنذ بلوغه مرحلة المراهقة، تبدأ تعصف بذهنه تساؤلات من أنا؟ وماذا سأكون؟ وهذا الشعور يسمى تطور الشخصيَّة وتكون له مهام عديدة من ضمنها اختيار الوظيفة التي يريد أن يمتهنها عندما يكبر، بدءاً من الحلم بأن يكون طبيباً أو مهندساً أو لاعب كرة قدم أو عالماً عبقرياً والقائمة لن تنتهي.
* فما هي العوامل المؤثرة في تكوين المسار المهني المستقبلي للمراهق؟
– البيئة المحيطة به.
– البيئة التعليميَّة.
– الحوافز.
– القيم.
لكن في بعض الأحيان يصرُّ الآباء على أن يقوموا هم بتحديد المهنة لأبنائهم وهم لايزالون صغاراً. ويقوم هذا التحديد من ناحية الوالدين على عوامل عديدة منها:
ـ بعض الآباء يرغب بأن يتبع الطفل مهنة والده.
ـ رغبة الآباء تحقيق حلمهم المهني الذي لم يستطيعوا الحصول عليه من خلال توجيه آبنائهم له.
ـ أن يختار الآباء لأبنائهم مهنة ذات صيت ونفوذ أو مهنة مخالفة لمهنته لكراهيته هو لها.
وهنا نجد أنَّ المراهق إما أن يتبع ما يريده الأبوان على مضض أو قد يتخذ موقفاً مختلفاً فتحصل المنازعات بين الآباء والأبناء.
• ما هو الحل؟
الحلُّ يكمن في أمرين هما:
الأول البيت:
فيجب على الآباء ترك باب جميع المجالات مفتوحة أمام المراهق وتشجيعه على الاهتمامات والهوايات؛ لأنَّ الأمور الحقيقيَّة هي التي سوف تفرض نفسها في النهاية، خصوصاً تأثير الأصدقاء؛ لذا يجب الحرص على متابعة من يجالس الأبناء حتى يكون ذلك لهم عوناً في تحديد مستقبلهم المهني.
الثاني المدرسة:
ـ لا بد من عمل برامج مدرسيَّة تساعد التلميذ على حلِّ هذه المشكلات وبخاصة المرحلة الثانويَّة التي تسبق الاختيار الأكاديمي.
ـ توجيه التلميذ نحو المسارات التي تتلاءم مع ميوله ويكون لها سوق عمل مناسب.
ـ يجب كذلك مساعدة المراهق وتوجيهه في حلِّ المشكلات، وكيفيَّة إجاد البدائل عند الإخفاق في تحقيق أهدافه.