حفل تأبين الشاعر خالد أبو خالد
برعاية السيدة الدكتورة نجاح العطّار نائب رئيس الجمهورية، أقامت اليوم وزارة الثقافة السورية، واتحاد الكتّاب العرب – سورية، والاتحاد العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين في مكتبة الأسد الوطنية حفل تأبين للمناضل الشاعر خالد أبو خالد الذي وافته المنية في 31/12/2021 في دمشق، ليرحل عن عالمنا عن عمر ناهز 84 عاماً وقد خلّف وراءه إرثاً شعرياً وأدبياً مهماً.
تخلل الحفل الذي حضره د. طلال ناجي الأمين العامة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ممثل راعية الحفل، ود. ثائر زين الدين المدير العام للهيئة العامة السورية للكتاب ممثل السيدة وزيرة الثقافة، ود. محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتّاب العرب، وأ. مراد السوداني الأمين العام للكتّاب والأدباء الفلسطينيين، وعدد كبير من محبي الشاعر، وأصدقائه وذويه، تخلله كلمات عكست أهمية تجربة الشاعر الفلسطيني خالد أبو خالد الذي شكّل علامة فارقة في مسيرة شعر المقاومة، وبيّنت ما تمثّله أدبه من نهج مقاوم نافح به عن فلسطين، ودمشق وعواصم عربية عدة فغدا شاعراً عربياً خُطّت حياته بضياء من نور.
في كلمته التي ألقاها باسم راعية الحفل أكّد د. طلال ناجي: “إن تكريم الشاعر خالد أبو خالد هو تكريم لفلسطين، وتكريم لجيل البندقية والقلم، كما أنه تكريم للثقافة والشعر والمثقفين الفلسطينيين والعرب، لأن الشاعر هو رمز من رموز الثقافة الفلسطينية والعربية المقاومة”. مبيّناًً في ختام كلامه أنه بوفاة الشاعر خالد أبو خالد فقدت الثورة الفلسطينية، والحركة الثقافية العربية عَلماً من أعلامها، ورمزاً من رموزها استطاع أن يحفر اسمه بحروف من ذهب.
بدوره استحضر د. ثائر زين الدين الذي ألقى كلمة وزارة الثقافة عملاً مهماً من أعمال الشاعر الراحل التي تقمص فيه شخصية “أوديس”، وهو (العوديسا الفلسطينية) الذي نشرت الهيئة العامة السورية للكتاب مختارات منه عام 2015، موضحاً أنه في هذا العمل: “تنبسط أمام القارئ فضاءات التراث العربي: أحداثاً ومدناً، وشخصيات وشعراً ونثراً؛ فقد استلهم خالد أبو خالد هذه المكونات بذكاء وفطنة، واستنطقها بصورة لا قسر فيها كي تعبر عن حاضر الأمة العربية، كما استرفد التراث الشعبي العربي، ولا سيما الفلسطيني منه فحضرت في شعره القصائد الشعبية المختلفة، والحكايات والأغنيات، والأمثال والتعابير الشفوية”، موضحاً في الختام أنه مهما قيل في الشاعر والفنان التشكيلي والإعلامي وقبل هذا وذاك الفدائي خالد أبو خالد فإنه سيبقى قليلاً أمام ما قدم.
أما د. محمد الحوراني فقد رأى في كلمته أن الشاعر خالد أبو خالد هو: “صوت ضمير الأمة، ورفيق درب الأحرار الذين زحزحوا عن كاهل الأمة وفلسطين مفردات النكبة والمأساة، وأحلوا مكانها فلسطين النار، والثأر، ورصاص الكلمة والخندق”. مردفاً أن سماوات المجد ستبقى تصدح بصوته وأدبه وشعره المقاوم، فأمثاله لا يموتون أبداً، وستظل مُثُلهم وأخلاقهم النبيلة حاضرة في كل ركن ثقافي في وطننا.
من جانبه تحدث أ. مراد السوداني عن خصال الشاعر الراحل، وعدد سمات أدبه، وما امتازت به قصيدته، ولغته الشعرية، ومعانيه، وموضوعاته من جدة واتساع، موضحاً: “إن القلب يقف عاجزاً عن تعداد سجايا الراحل وعطاياه، فهو واحد من الذين لا يرحلون، ولا يغيبون”. في حين بيّن أ. عبد الفتاح إدريس أن الشاعر خالد أبو خالد هو من الشعراء الذين يحقّ لنا أن نكبر بهم فهو سيد الكلمة المقاومة التي أولاها يراعه وشعره، ونفثها في أرواح الأجيال الجديدة.
وألقى د. إبراهيم علوش كلمة أصدقاء الفقيد فقارب روح الشاعر من جهة الصداقة، بينما ألقت د. بيسان أبو خالد كلمة آل الفقيد فتحدثت عن والدها، وما كان لنهجه، وفكره المقاوم، وأدبه من أثر كبير انعكس على عائلته عامة، وعليها بشكل خاص مما دفعها إلى ترسّم خطا والدها. كما ألقى كل من الشاعرين صالح هواري، وجمال المصري قصيدتين شعريتين، وأدار الحفل الإعلامي علي الدندح.