نجوم ومشاهير

الحقيقة كاملة في قضية ابناء ام كلثوم .. تركت مجدا ولم تترك ابناء

• قرأنا لك:
ــــــــــــــ
• الحقيقة الكاملة فى قضية أبناء أم كلثوم
– تركت مجداً ولم تترك أولاداً!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعرضت أم كلثوم في حياتها وبعد مماتها لحملات شرسة وشائعات مسمومة وحروب طاحنة حاولت النيل منها والتأثير على مكانتها ونجاحاتها الطاغية، وصلت إلى التشكيك في أنوثتها والتعرض والتعريض بحياتها الشخصية. كان مفهومًا أن تأتي تلك السهام من خصومها ومنافسيها، فتسلط منيرة المهدية ناقدًا شرسًا كعبد المجيد حلمى يسخّر مجلته “المسرح” ليهدم المطربة الصاعدة الواعدة، التي هزت عرش سلطانة الطرب في العشرينيات من القرن العشرين، فيشيع أنها كانت متزوجة من فلاح بلدياتها قبل قدومها إلى القاهرة، وأنه طلبها في بيت الطاعة. ومع رحلة الصعود المدوية والنجاحات الأسطورية، تتوالى وتتضاعف الشائعات والحرب النفسية، فيروِّجون لزواج سري ربطها بمصطفى أمين، ويشيعون حكايات عن منديلها الحريري المشبع بالحشيش، الذي كان يمنحها طاقة جبارة لتظل على المسرح تغنى وتطرب لساعات طوال دون كلل، ويشيعون أن لها ابنًا فيه كثير من ملامحها هو الذى يتولى إدارة أعمالها ويظهر معها فى المناسبات العامة، ثم اتضح فيما بعد أنه محمد الدسوقى ابن شقيقتها. ويمكننى أن أسرد عديدًا من تلك الشائعات الساذجة التى تهاوت كما تتهاوى بيوت العنكبوت، فلم يكن لها أساس وليس عليها دليل، وكان القصد منها مجرد التشويه والشوشرة على تلك السيدة التي ملأت الدنيا وشغلت الناس. وكان منطقيًا أن تأتى هذه “الشوشرة” من الخصوم والمنافسين والحساد وأصحاب الأغراض، لكن المدهش والغريب أن يشاركهم واحد من العشاق الكبار لأم كلثوم، وصاحب المسلسل الذي أعاد سيرتها وذكرها ورد اعتبارها، واتُهم بسببه أنه من فرط الحب لها قدم أم كلثوم في صورة ملائكية وكأنها سيدة بلا أخطاء.
كان مدهشًا أن يخرج كاتب بقيمة محفوظ عبدالرحمن ليفجِّر قنبلة مدوية تطايرت شظاها ومازالت أصداؤها تدوي في الآذان وتثير الجدل والغبار.. فقبل رحيله بشهور سجل حوارًا صحفيًا، طلب ألا ينشر في حياته، قال فيه إن أم كلثوم لها ثلاثة أبناء ــ ابنتان وولد ــ كانوا ثمرة زيجة سرية من مستشار بالقضاء اسمه وجدان، ولا يتذكر اسمه كاملًا، وأتيح له أن يتعرف بالصدفة على واحدة من بنات أم كلثوم واسمها “سعدية”، وكانت جارة له في البيت الذي يسكنه في بلد عربي، وقد أزعجه عويلها وبكاؤها المستمر، فذهب غاضبًا يطرق بابهم، ففوجيء أنها ابنة أم كلثوم كما عرف منها، وأنها تبكي أمها بعد أن عرفت أنها مريضة جدًا وتحتضر في المستشفى، وكان ذلك قبل رحيل أم كلثوم بأيام، وكانت سعدية تعاني من مرض أطلق عليه محفوظ عبدالرحمن وصف “البلادة”، وراح يستقصي عن السر الذي أخفته أم كلثوم، وعن تلك الزيجة السرية التي أنجبت منها ثلاثة أبناء، لكنه لم يصل إلى دليل ولا وثيقة، لكن الواقعة أوحت له أن يكتب مسلسلًا عن سيرة أم كلثوم.
رحل محفوظ عبدالرحمن قبل أن يوضح ويفسر ويبين ويحل اللغز الذي تركه لنا مستعصيًا!
لم يكن لدى جبرتي الدراما المصرية دليل على صحة ما قاله وأثاره، لكننا نمتلك دليلًا موثقًا ينفي ما قاله ويدحضه ويفنده: إعلام الوراثة الرسمي للسيدة أم كلثوم الذي يتضمن ورثتها الشرعيين، والذي ننشره هنا لأول مرة.ففى يوم ٩ فبراير ١٩٧٥، أي بعد ستة أيام فقط من رحيل سيدة الغناء العربي، ذهبت شقيقتها السيدة سيدة لاستخراج إعلام وراثة من محكمة عابدين للأحوال الشخصية للولاية على النفس، وصدر الإعلام في يوم الأحد الموافق ٩ /٢/ ١٩٧٥ بناء على الطلب المقدم للمحكمة من شقيقة أم كلثوم والوريثة الشرعية لها، وقُيد برقم ٦/٤/ ١٩٧٥ وارثات ويقول نصه:
“وبعد الاطلاع على الطلب وسماع شهادة الشاهدين المذكورين بالمحضر وبمطابقة شهادتهما تحقق لدينا نحن فاروق عوض قاضي المحكمة، وفاة المرحومة أم كلثوم إبراهيم السيد البلتاجى بتاريخ 3/2/1975 وانحصار إرثها الشرعي في زوجها الدكتور حسن سيد الحفناوي ويستحق نصف تركتها فرضًا، وفي شقيقتها سيدة إبراهيم السيد البلتاجي “الطالبة” وتستحق نصف تركتها فرضًا، فقط بغير شريك ولا وارث ولا مستحق لوصية واجبة.. قُيد برقم ٧١ ج١ متتابعة ١٩٧٥”. لأول مرة.. محضر الشهر العقاري لحصر تركة “سيدة الغناء” وورثتها. بعدها بخمسة أشهر جرى حصر التركة وتوزيعها على الورثة الشرعيين طبقًا لمحضر الشهر العقارى الذى نورده بنصه: “قائمة إشهار حق إرث وعقد هبة.. إنه في يوم الأربعاء الموافق العاشر من شهر سبتمبر سنة ألف وتسعمائة وخمس وسبعين، حيث انتقلنا إلى فيلا أم كلثوم بالزمالك بفرع توثيق شمال القاهرة، وأمامنا نحن حسنين عبدالعظيم الموثق بالفرع المذكور حضر كل من:
أولًا: السيدة سيدة إبراهيم السيد البلتاجي سن ٨٠ مصرية الجنسية ومسلمة الديانة ومقيمة بالمنزل ٥ بشارع أبو الفدا بالزمالك قسم شرطة قصر النيل بالقاهرة طرف أول.
ثانيًا: السيدة سعدية الدسوقي إبراهيم سن ٥٨، والسيد الدسوقي الدسوقي إبراهيم سن ٥٦، السيد محمد الدسوقى إبراهيم سن ٥٤، السيد عبدالمنعم الدسوقي إبراهيم سن ٥٢، السيدة سكينة الدسوقي إبراهيم سن ٥٠، السيد ممدوح الدسوقي إبراهيم سن ٤٨، السيد رفعت الدسوقي إبراهيم سن ٤٥ “أبناء سيدة”، والجميع مصريو الجنسية ومسلمو الديانة ومقيمون بالمنزل ١٨ بشارع حسن صبري بالزمالك قسم قصر النيل بالقاهرة.. طرف ثانٍ.
وقد أقر الطرفان بأهليتهما للتصرف واتفقا على ما يأتي:
أولًا: يشهر الطرف الأول تركة مورثتهما المرحومة أم كلثوم إبراهيم السيد البلتاجى المتوفاة بتاريخ ٣/٢/ ١٩٧٥ وانحصر إرثها الشرعي في زوجها الدكتور حسن سيد الحفناوي ويستحق نصف تركتها فرضًا، وفي شقيقتها السيدة سيدة إبراهيم السيد البلتاجي وتستحق نصف تركتها فرضًا، فقط بغير شريك ولا وارث ولا مستحق لوصية واجبة، وذلك حسب الإعلام الشرعي المستخرج من محكمة عابدين للأحوال الشخصية بتاريخ ٩/٢/١٩٧٥، وتركت الأطيان الزراعية الكائنة بزمام ناحية طماي الزهايرة مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية الآتي بيانها”..
وقبل أن نورد بيان الأطيان التي تركتها أم كلثوم لا بد أن نشير إلى أن شقيقها الشيخ خالد كان قد توفي قبلها بسنوات، وبالتالي لم يعد له ولا لورثته أي حقوق شرعية في ميراث شقيقته التي لم تنجب ولم تترك أولادًا، لا ولدًا ولا بنتًا.
لكن خالد سمير خالد حفيد الشيخ خالد، وبالتبعية يكون حفيدًا لأم كلثوم بحكم عادات أهل الريف التي تجعل من شقيقة الجد جدة، يكشف عن مفاجآت جديدة، لعلّ على رأسها أن أم كلثوم تركت وصية، تمنح فيها بعض إرثها لأولاد شقيقها خالد الذين خرجوا من الإرث الشرعي، وكذلك للحاجة بثينة، وكانت ابنة عم لأم كلثوم وعاشت معها في فيلتها وكانت ترافقها في سفرياتها الأخيرة، وتكفلت بتربية ابنها عادل، وكانت تعامله كابنها ويقيم في فيلتها، وهو الآن موظف بالجهاز المركزي للمحاسبات بالمنصورة، وكان عنده ١٢ عامًا عندما ماتت أم كلثوم. ولما اشتد المرض على أم كلثوم فى أيامها الأخيرة بمضاعفات آلام الكلى أُصيبت بانفجار في شرايين المخ، وفقدت النطق والحركة، وجاءها كونسلتو من الأطباء أجمعوا على ضرورة نقلها إلى المستشفى فورًا، لكنها رفضت قرارهم وكانت تشير بأصابعها بما يعني أنها تريد أن تبقى فى بيتها، ولكن أمام تدهور حالتها لم يكن هناك بد من نقلها إلى المستشفى فى ٢١ يناير وماتت به فى ٣ فبراير.
وكما يحكى لي خالد الحفيد، فإنها كانت تنوى تسجيل الوصيتين المخصصتين لأولاد الشيخ خالد ولابنة عمها لكن القدر لم يمهلها، واختفت الوصيتان بقدرة قادر من خزنتها، بل عندما جاءت لجنة الجرد القانونية لتحصر ما في خزينتها لم تجد فيها شيئًا يذكر.. فهل يعقل أن تكون خزينة أم كلثوم خاوية بهذا الشكل؟ وأين ذهبت المجوهرات والأوسمة التي كانت تملكها وتحرص عليها؟!
ويذكر كذلك أن أول ما فعله ورثة أم كلثوم عقب رحيلها أن طلبوا من الحاجة بثينة وابنها مغادرة الفيلا.. فورا!
وأما عن تركة أم كلثوم فكانت:
– حصتها فى شركة صوت القاهرة “ووزعت بالتساوي بين زوجها وشقيقتها”.
– كانت تمتلك ١١٠ أفدنة في قريتها طماي الزهايرة، اشترت ١٠٠ منها بفلوسها وورثت عشرة عن والدها، وفي حياتها باعت أو قل تنازلت عن ٦٠ فدانًا لثلاثة من أولاد شقيقتها سيدة، فكان إجمالي المتبقي عند وفاتها حوالي ٣٥ فدانًا، وزعت بين ورثتها مناصفة، ثم قام د.حسن الحفناوى بالتنازل عن نصيبه في الأرض الزراعية لشقيقتها مقابل أن تتنازل له عن قطعة أرض تملكها فى المقطم.
التركة توزعت مناصفة بين زوجها وشقيقتها:
أسأل خالد الحفيد عن خريطة ورثة أم كلثوم فيشرح بالتفصيل:
أنجب جدنا إبراهيم البلتاجي ثلاثة: سيدة وكانت تكبر أم كلثوم بتسع سنوات، ثم جدي خالد وكان يكبر أم كلثوم بعامين، ثم أم كلثوم التي تقول شهادة ميلادها إنها من مواليد ٤ مايو ١٩٠٤، وأما عمتي سيدة فقد تزوجت من الدسوقي إبراهيم وأنجبت منه سبعة: ٥ صبيان “الدسوقي، محمد، رفعت، عبدالمنعم، ممدوح” وابنتان “سعدية وسكينة”.. وأما جدى خالد فأنجب تسعة: ٥ بنات “بثينة وشجون ووداد وفاطمة وسعاد” و٤ صبيان “سمير (أبويا) وعدلي وإبراهيم وصلاح”.. وأما الست أم كلثوم فتزوجت من د. حسن الحفناوي سنة ١٩٥٤ أي كان عمرها ٥٠ سنة ولم تنجب.. ومن أولاد عمتي سيدة لم يبق على قيد الحياة إلا سكينة.. ومن عماتى لم يبق إلا بثينة ووداد وشجون.. والباقى في ذمة الله.. لذلك لا أعرف من أين جاء الأستاذ محفوظ عبدالرحمن بحكاية أبناء أم كلثوم ؟.. وهل يعقل أن يكون لها أبناء من صلبها ولا يرثون فيها وتذهب كل تركتها لزوجها وشقيقتها؟!..إعلام الوراثة موجود، وفيه كل الورثة الشرعيين للست، وأنا أنشره على الملأ لتكذيب ما ادعاه الأستاذ محفوظ من جهة، ومن جهة أخرى أرد على الذين ادعوا من قبل أن أولاد الشيخ خالد دخلوا فى الورث وحصلوا على نصيب من تركتها وأضاعوه.. عندك في الورق الرسمي ما يثبت أن أم كلثوم لم تنجب وأننا ذرية الشيخ خالد لم نحصل على مليم من تركتها.. ثم إن هذه ليست الأزمة الأولى بيننا وبين الأستاذ محفوظ رحمه الله، فهناك قضية رفعناها ضده نحن ورثة الشيخ خالد لأنه أورد حياته بتفاصيلها في المسلسل دون الرجوع إلينا، في حين أنه حذف كل المشاهد الخاصة بأسمهان عندما رفض ورثتها وهددوا بإيقاف تصوير المسلسل.. والقضية ما زالت منظورة أمام محكمة شمال القاهرة.. ثم فوجئنا بما يدعيه عن وجود أبناء للست أم كلثوم”.
لماذا إذن وضع محفوظ عبدالرحمن نفسه في هذا المأزق وهو الباحث المدقق الذى لا يقول معلومة إلا بدليل ؟.. وكيف جرؤ على أن يعلن عن وجود أبناء لأم كلثوم دون أن يكون على كلامه برهان؟. التفسير الذي قدمه زميلنا طارق الشناوي غير مقنع، حيث رده إلى خيال محفوظ الجامح، وحيث اختلط عليه الحقيقة بالخيال، وهناك من أراد أن يكون رفيقًا بالرجل وتاريخه فقال إن الأمر التبس عليه، و”سعدية” التي ظن أنها ابنة أم كلثوم لم تكن سوى ابنة شقيقتها وهي تحمل الاسم نفسه وظهرت بشخصيتها في مسلسل “أم كلثوم”، تمامًا مثلما ظن بعضهم أن شقيقها محمد الدسوقي هو ابن لأم كلثوم واتضح في النهاية أنه ابن أختها.. وهناك من رأى أن الرجل قال ما قال في ذروة اشتداد المرض عليه وربما أثرت الأدوية التي يتناولها على وعيه فلم يكن يدري ما يقول!. كلها تفسيرات ساذجة وغير مقنعة.. والتفسير المقنع ذهب مع محفوظ عبدالرحمن إلى قبره.. لكن تظل الحقيقة حية لا تموت.. والحقيقة المؤكدة هى أن أم كلثوم تركت مجدًا ولم تترك أولاداً.

ايمن الحكيم / الدستور

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى